فطالما حاول الإيرانيون استخدام ورقة الجماعات المتطرفة في منطقتنا من أجل تحقيق أهداف الثورة الإسلامية، سواء «القاعدة»، أو من هم على شاكلتها، في العراق، ولبنان، واليمن، والسعودية؛ فبعض من سلموا أنفسهم مؤخرا في الرياض، ومنهم فواز العتيبي، كانت إيران إحدى محطاتهم في طريق الالتحاق بـ«القاعدة»، بل إن بعض من قطعوا الأراضي الإيرانية للالتحاق بـ«القاعدة» في باكستان أو أفغانستان أدلوا باعترافات تقول إن هناك من سهل مرورهم بالأراضي الإيرانية وهو يرتدي البزة الأمنية!
أما العبرة الثانية التي نستخلصها من العملية الانتحارية، التي قامت بها مجموعة جند الله الإيرانية، فهي خطورة اللعب بالملف الطائفي، وهو الأمر الذي حذرنا منه مرارا وتكرارا، وحذر منه كثر من العقلاء، ولكن إيران، والمحسوبين عليها في منطقتنا، جعلوا لهم أذنا من طين، وأخرى من عجين، كما يقال، واتهموا كل من يحذر من الطائفية بأنه طائفي.
فملف الطائفية، الذي استغلته، وتستغله، إيران مطولا في منطقتنا، انفجر بيد نظام الملالي، وبعنف، ففي الوقت الذي اعتذر فيه اليمن بدبلوماسية عن استقبال وزير خارجية إيران منوشهر متقي، الذي أعلن أنه ذاهب لصنعاء من أجل التوسط في الصراع مع الحوثيين، وبعد المحاولات السابقة لتسخير الملف الطائفي في لبنان، تحت مظلة الإخوان المسلمين، عرّابي إيران في منطقتنا، من أجل تقديم مهزلة المصالحة السنية الشيعية، وعندما نقول مهزلة فلأنها جاءت لتبييض صفحة حزب الله الإيراني هناك، تأتي العملية الانتحارية في إحدى مدن محافظة سيستان بالوشستان في اجتماع قيل إنه كان يهدف إلى تعزيز «الوحدة بين الشيعة والسنة».
ولذا فإن استغلال الإرهاب سياسيا، أو من أجل عمليات أمنية، وكذلك اللعب بالملف الطائفي، يعدان نارا تحرق يد كل من يلعب بهما، ويستغلهما، وهذا أمر رأيناه في كل ملفات الصراع في منطقتنا ومنذ سنين.
ولذا فإن اللافت في العملية الانتحارية التي وقعت يوم أمس في إيران، أنها انطوت على أمرين طالما وافقا هوى إيرانياً، وهما العمليات الانتحارية، والبعد الطائفي، وهما أمران أحدثا في منطقتنا ما أحدثا، من السعودية إلى العراق، ومن الأردن، حتى لبنان، واليمن، ومصر، والقائمة تطول بالطبع!
*نقلاً عن "الشرق الأوسط" اللندنية
۱ نظر:
سلام؛ ممنون از اخبار دست اولت..با اجازه این خبر رو لینک دادم.
زنده و یار باشی
دفترها
ارسال یک نظر